السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدون مقدماتٍ، أبي يتأخر عن صلاة الفجر ولا يستيقظ بسهولةٍ، وأخاف عليه كثيراً من هذا الأمر، لا أستطيع نصحه لأنه أبي! مع علمي بأنه سيتقبل النصيحة ولن يغضب من أن ابنته هي من تعطيه النصيحة،
أبي محافظٌ على جميع الصلوات في وقتها إلا الفجر؛ ما الحل برأيكم؟
شكر الله لك مراعاتك لوالدك وحرصك على نجاته وخوفك عليه، وهذا أمرٌ تؤجرين عليه بين يدي الله عز وجل.
ومن خلال حديثك فوالدك -والحمد لله- ليس راغباً عن التدين بل هو مصلي ومحافظٍ على الصلوات في وقتها، وهذا أمرٌ يجعل قيامه للفجر يسيراً -إن شاء الله-.
وسنعطيك بعض الحلول وأنت تختارين الأنسب، لكن ينبغي أن تجيبي على هذا التساؤل.
ما هي الأسباب التى تعوق الوالد عن القيام لصلاة الفجر؟ هل هو السهر؟ أو الجهل بفضلها؟ أو التكاسل؟ معرفة السبب نصف الحل، لأنك إن عرفت السبب سهل عليك إزالته.
وأما الحلول فمنها:
1- الحديث إلى الوالدة والتعاون معها لحث الوالد وإيقاظه لصلاة الفجر.
2- يمكنك طرح سؤالاً عليه بطريقٍ غير مباشرٍ، أو أحدٌ غيرك يطرح هذا التساؤل، ففي صحيح مسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من صلى العشاء في جماعةٍ فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعةٍ فكأنما صلى الليل كله). ورواه الترمذي بلفظ: (من شهد العشاء في جماعةٍ كان له قيام نصف ليلةٍ، ومن صلى العشاء والفجر في جماعةٍ كان له كقيام ليلةٍ). ورواه أبو داود بلفظ: (من صلى العشاء في جماعةٍ كان كقيام نصف ليلةٍ، ومن صلى العشاء والفجر في جماعةٍ كان كقيام ليلةٍ). وكلاهما عن عثمان أيضاً.
التساؤل: هل تغني صلاة العشاء والفجر بعد ذلك عن قيام الليل؟
اجعلي الوالد يجيب دون أن تدخلي حتى لو كانت إجابته خطأً، فإن الحديث سيتردد في ذهنه كثيراً.
3- يمكنك عن طريق أخيك أن يبلغ شيخ المسجد إن كان ممن يحبهم أبوك وكان رجلاً فطناً أن يحدثه عن سر تغيبه لصلاة الفجر في هذا المسجد، وكأن الشيخ يتساءل قائلاً: مثلك لا يمكن أن يترك صلاة الفجر، وأنا أخشى أني أطيل في صلاتي مما دفعك إلى الصلاة في مكانٍ آخرٍ، ويحدثه بهذا الأسلوب، وإن لم يكن بين الشيخ والوالد هذا الود فعلى الأقل يتحدث في المسجد عن فضل صلاة الفجر ويكون الوالد من جملة الحاضرين.
4- إذا كان لوالدك صديقٌ صالحٌ وتقيٌ، والوالد يحبه ويحترمه، والآخر مواظبٌ على صلاة الفجر فلا بأس أن تتواصلوا مع صديق والدك لحثه على ذلك.
هذه بعض الوسائل، ونريد منك على جهة الخصوص أن تجتهدي في الدعاء لوالدك، فإن الدعاء سره عجيبٌ، نسأل الله أن يشرح صدر والدك لصلاة الفجر، وأن يرزقه القدرة على المحافظة عليها، وأن يرزقك الأجر في الدارين.
والله الموفق.
0 التعليقات:
إرسال تعليق